الاثنين، 4 نوفمبر 2013

اقليم الصبيحة ولمحة من تاريخه



أجزاء من تاريخ اقليم الصبيحة ,
هنا احببت ان اكتب بعض من تاريخ موطني اقليم الصبيحة , لمحة عن مرحلة من مراحله ,
قمت بكتابة هذا التقرير بعد الاستعانة بمراجع وخرائط بريطانية , والرجوع لبعض كبار السن بمساعدة بعض شباب الصبيحة , والسبب لشروعي في هذا العمل هو مايجهله بعض شباب الصبيحة عن تاريخ بلادهم الصبيحة , وهنا لن اطيل بالكلام وسأبدها بالخريطة التي ترونها امامكم , فهي توضح مس
احة اقليم الصبيحة وحدوده , حيث تم رسم خرائط بعد فترات من رسم هذه الخريطة جعلت من اقليم الصبيحة مساحة صغيره ارتكزت في الزاوية الغربية للجزيرة العربية فقط , وذلك بسبب احتلال العبادل لأجزاء واسعة من الصبيحة ,
كانت مساحة سلطنة العبادل لاتتجاوز ربع مساحة اقليم الصبيحة , فقد كانت ممثله بلحج ( الحوطة ) وعدن وبعض المناطق المجاوره للحوطة كصبر والوهط .
فقام سلاطين العبادل بمحاولة توسيع سلطنتهم وذلك على حساب العزيبة والعقارب واجزاء كبيرة من اقليم الصبيحة باعتبار الصبيحة اقليم شاسع بمساحته وقليل بسكانه وقبائله بحكم المساحة التي يمتلكها ,
فكان اول محاولة لهم هو بسط نفوذهم على الاجزاء الصحراوية , وبهذا توسعت سلطنة العبادل بحكم احتلالها لجزء كبير من صحراء الصبيحة الغير مئهوله بالسكان , لذلك لم تهتم قبائل الصبيحة بهذا الامر .
وبهذا تم رسم خرائط للسلطنة العبدلية بشكل اكبر ممانجده في هذه الخريطة وكل هذا على حساب اقليم الصبيحة وصحرائه .
ففي سنة 1889عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع بعض قبائل الصبيحة ووقعت المصادقة على المعاهدتين في 26 فبراير سنة1890 . ولما رأت بريطانيا أن قبائل اقليم الصبيحه لم تتوقف عن القيام بأعمال اعتبرتها السلطات تخريبيه أشارت على سلطنة العبادل باحتلال رأس العارة وطوران وامرجاع وقد كانت المناطق المحتله من قبل سلطنة العبادل غير مئهولة بالسكان وبهذا توسعت سلطنة العبادل وزادت مساحتها مرة اخرى على حساب اقليم الصبيحة . وفي نفس سنة 1904 أرسلت الحكومة البريطانية بعثة من عدن إلى دار القديمي في مدينة طور الباحة عاصمة اقليم الصبيحه لتخطيط الحدود بين الصبيحة وسلطنة العبادل , وبهذا رسمت خرائط عديدة لسلطنة العبادل بحجم اكبر ومساحة اعلى بعد احتلال اجزاء واسعة من اقليم الصبيحة .
بعدها زحفت كتائب من الجيش الإنجليزي مدعومة بجيش سلطنة العبادل على مركز كِرّشْ لاخضاع قبيلة الحميدة , ليؤمن خلال ذلك الهجوم خط بري بين الشمال والجنوب , والذي يمثل ممرا للقوافل التجارية بين عدن وتعز ومنها إلى بقية مناطق الشمال , وكانت الاسباب التي جعلت سلاطين العبادل يوافقون على تقديم الدعم للبريطانيين هو تعهد السلطات الانجليزية بجعل ديار كرش تخضع للسلطنة بشرط حماية القوافل من أي تعد قد يصدر من قبائل الصبيحة , وفي هذه المعركة ارتص ابناء الصبيحه إلى جانب اخوانهم في بادية كِرّشْ , وكانت ملحمة شهيرة هزم فيها الإنجليز وانتصرت الصبيحه ,
مع ان الإنجليز قاموا بخداع الصبيحه وسربوا لهم ذخائر غير صالحه " فشنج " وكان ان تسبب في ارتباك مقاتلي الطلائع الاولى من ابناء الصبيحه , وعلى رأسهم نفر من ابناء شيخ بادية كِرّشْ وتم اسرهم واعدامهم وتعليق رؤسهم في مداخل الحوطة عاصمة سلطنة العبادل . في تلك المرحلة نفسها حاول الإنجليز ولاكثر من مرة السيطرة على طور الباحة عاصمة اقليم الصبيحه , وقرى اخرى منها " المشاريج وعلصان والرجاع ودار القديمي , فتصدت لهم قبائل الصبيحه وارجعتهم مهزومين يجروا اذيال الخيبة والهزيمة. لم تقتصر محاولة الإنجليز في هذه المرة على وحدات المشاة والمدفعية , بل عززت القوات البرية بسلاح جو الطيران , فتجمعت قبائل الصبيحه من كل حدب وصوب , وارتصت صفا واحدا ,
استخدم الجيش الإنجليزي في هذه المعركة قذائف " النابالم " المحرمة دولياً , وكان سلاح قبائل الصبيحه في تلك المعركة البندقية المسماة " ابو كربين " وابو كربين كان سلاح خاص بقادة الصبيحه ,
اما بقية رجال الصبيحه فسلاحهم اقدم من ذلك بكثير , , وبين تلك المفارقة الكبيرة بين قبائل الصبيحه وسلاحهم البدائي البسيط وبين الجيش البريطاني المدعم بالاسلحه الحديثه والطيران ,
بذلك نجد الصبيحه تسطر نصراً تاريخيا على المستعمر الإنجليزي وتكسر كبرياء جيش الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس , واثناء تلك المعركة التي كان يخوضها رجال الصبيحه انطلق شعراء الصبيحه فخرا متباهيين بإنتصارهم بتنظيم قصائد تسطر ذلك النصر العظيم , لا تخوض الصبيحه معركة مع أي عدو وتنتصر الا وتجدها تقول الشعر لتتباهى بالنصر , فترفع من مكانتها وتفاخر ببسالتها وصمودها في أي معركة .
لم تتوقف محاولات سلاطين العبادل بمساعدة الانجليز ببسط نفوذهم على اقليم الصبيحه فقد حاولوا احتلال اجزاء من اتجاه غرب مدينة طور الباحة . تقدم جيش السلطنة على قبيلة امعطيره في منطقة الكديراء , وكما هي عادة قبائل الصبيحه , فقد ارتصت صفا واحدا وتجمع الصبيحه من جميع مناطق اقليم الصبيحه للوقوف مع اخوانهم .
المواجهه :
كان في طليعة هذه الحرب قبيلة العطيرة التي قام رجالها بربط انفسهم بالحبال الغليظة حتى لا يفكروا بالفرار او الانسحاب عند ميل الحرب لصالح جيش السلطنة , وكانت النتيجه انتصار الصبيحه ,
نتائج المواجهات :
استشهاد ثلاثه من ابناء الصبيحه وجرح اخرون , وهُزم جيش السلطنة وولى مدبرا لم يعقب .
وفي هذه المعركة جُرح الأمير علي بن احمد العبدلي قائد الحرس الثاني للسلطنة اثناء مروره جواً بطائرة هيلو كبتر , اثناء تفقده معنويات جيشه , علما ان اصابته كانت بطلقة من بندقية عتيقه اخترقت جسم الطائرة ووصلت إلى رجله,
ومازال يعاني من تلك الاصابة إلى يومنا هذا .
هذا باختصار اجزاء من تاريخ الصبيحة ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق